#مناقشة
نوقشت في قسم وقاية النبات بكلية الزراعة - جامعة تكريت أطروحة دكتوراه للباحثة سارة سبهان عبد الرحمن بعنوان (تأثير بعض العوامل البيئية والمورفولوجية والكيميائية في النشاط الموسمي لأبي دقيق اللهانة Pieris rapae L.Lepidoptera :pieridae)
وتوصلت الباحثة الى ان أهم هذه العوامل هي:
العوامل البيئية
تُعد العوامل البيئية الأكثر تأثيرًا على دورة حياة ونشاط فراشة أبي دقيق اللهانة، وتشمل:
درجة الحرارة: تُعد درجة الحرارة عاملاً حاسماً في تحديد معدلات نمو وتطور الفراشة في جميع مراحل حياتها (البيضة، اليرقة، العذراء، الفراشة البالغة). لكل مرحلة نطاق حراري أمثل، وعند تجاوز هذه النطاقات (سواء بالارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد)، تتأثر الخصوبة والبقاء على قيد الحياة. تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تسريع دورة الحياة وزيادة عدد الأجيال في الموسم الواحد، بينما تبطئ درجات الحرارة المنخفضة التطور وقد تدفع الفراشة إلى الدخول في سبات (ديابوز) خلال الشتاء.
الرطوبة: تلعب الرطوبة النسبية دورًا في بقاء البيض واليرقات، وكذلك في نشاط الفراشات البالغة. مستويات الرطوبة المثلى ضرورية لتطور البيض واليرقات، وقد تؤثر الرطوبة الشديدة أو الجفاف الشديد سلبًا على بقائها.
الضوء (المدة الضوئية): يؤثر طول فترة الإضاءة (النهار) بشكل كبير على بدء وانتهاء الأجيال المختلفة للفراشة، وعلى دخولها في مرحلة السبات الشتوي. عادة ما تؤدي الأيام القصيرة ودرجات الحرارة المنخفضة إلى بدء مرحلة السبات، مما يوقف التطور حتى تتحسن الظروف في الربيع.
الأمطار والرياح: يمكن للأمطار الغزيرة والرياح القوية أن تؤثر سلبًا على نشاط الفراشات البالغة، وتحد من قدرتها على الطيران والتزاوج ووضع البيض. كما أنها قد تغسل البيض واليرقات من النباتات.
توافر العائل النباتي: يعتمد نشاط الفراشة بشكل كبير على توافر النباتات العائلة، وخاصة من الفصيلة الصليبية مثل الملفوف والقرنبيط والفجل. يؤثر نمو هذه النباتات وتوافرها موسميًا على قدرة الفراشة على التكاثر والتغذية.
العوامل المورفولوجية
على الرغم من أن العوامل المورفولوجية لا تحدد بشكل مباشر النشاط الموسمي، إلا أنها قد تلعب دورًا في تكيف الفراشة مع التغيرات الموسمية وتأثرها بالبيئة. على سبيل المثال:
لون وشكل الأجنحة: قد تظهر بعض الفراشات تغيرات طفيفة في لون أو نمط أجنحتها بين الأجيال الصيفية والشتوية (الموسمية)، مما قد يساعد في التمويه أو امتصاص/عكس الحرارة بشكل أفضل حسب الظروف.
حجم الجسم: قد يختلف حجم الفراشات البالغة بين الأجيال تبعاً لظروف التغذية والحرارة خلال مرحلة اليرقات، مما قد يؤثر على قدرتها على الطيران والتكاثر.
العوامل الكيميائية
تلعب المواد الكيميائية دورًا حيويًا في تفاعلات أبي دقيق اللهانة مع بيئتها، وخاصة:
المواد الكيميائية النباتية: تنجذب فراشة اللهانة بشكل خاص إلى مركبات كيميائية معينة تُنتجها النباتات من الفصيلة الصليبية، مثل زيت الخردل الغلوكوزيدي (Mustard oil Glucoside). هذا المركب يعطي رائحة مميزة لهذه النباتات، ويجذب الفراشات البالغة لوضع البيض، حيث تتغذى اليرقات عليه. هذا التفاعل الكيميائي يحدد بشكل كبير توزع الفراشة وتواجدها الموسمي على المحاصيل المستهدفة.
الفيرومونات الجنسية: تُطلق الفراشات البالغة، وخاصة الإناث، فيرومونات جنسية لجذب الذكور للتزاوج. يؤثر إنتاج هذه الفيرومونات واستجابة الفراشات لها على معدلات التكاثر والنشاط الموسمي للتزاوج.
المبيدات والمواد الكيميائية الزراعية: تؤثر المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة بشكل مباشر على أعداد الفراشة ونشاطها، مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في تعدادها في المواسم التي يتم فيها الرش بكثافة.