بحضور السيد العميد الاستاذ المساعد الدكتور سامي خضر سعيد.. نوقشت في قسم الاقتصاد والإرشاد الزراعي بكلية الزراعة - جامعة تكريت رسالة ماجستير للطالبة عائشة فؤاد عزيز بعنوان (دراسة اقتصادية لدوال تكاليف إنتاج التمور في محافظة صلاح الدين الموسم الزراعي 2024/ قضاء بلد انموذجاً تطبيقياً).
وهدفت هذه الدِرَاسَة إلى تقدير دوال التكاليف لتحديد الحجم الأمثل للإنتاج والمساحة المثلى وتحليل الكفاءة الاقتصادية لإنتاج محصول التمور في محافظة صلاح الدين – قضاء بلد، باستخدام بيانات ميدانية للموسم الزراعي 2024، تم جمع البيانات من خلال استبيان ميداني شمل عينة عشوائية بنسبة 50% من بساتيني بساتين النخيل المثمرة في القضاء، وبعدد بلغ (130) استمارة من أصل (260) بستان ضمن المجتمع الأصلي. وبلغت المساحة الكلية المزروعة بالنخيل ضمن العينة (1557) دونم، بعدد نخيل قدره (54076) نخلة، وبإنتاج كلي بلغ (5558.7) طن.
تم استخدام دالة التكاليف التكعيبية لتقدير دالة التكاليف طويلة الأجل، وتم اشتقاق الحجم الأمثل للإنتاج والمساحة المثلى على أساسها، كما تم احتساب مرونة التكاليف لقياس وفورات الحجم. بالإضافة إلى ذلك، فضلاً عن تحليل الكفاءة باستخدام مؤشرات الكفاءة الفنية (TE)، والكفاءة التخصيصية (AE)، والكفاءة الاقتصادية (EE) لبيان مدى كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية، وتم اعتماد التحليل المالي من خلال احتساب العجز والفائض، أذ أظهرت نتائج التقدير أن الحجم الأمثل للإنتاج بلغ (18.16) طن، وأن المساحة المثلى التي تحقق هذا الحجم من الإنتاج بلغت (7.5) دونم، مما يشير إلى أن معظم البساتين لم تبلغ المستوى الأمثل في استخدام الأرض أو الموارد. كما تبين أن متوسط إنتاجية النخلة بلغ (115.2 كغم)، إلا أن التباين بين البستانيين كان ملحوظًا حسب صنف النخيل وطبيعة الإدارة، أوضحت نتائج الكفاءة أن متوسط الكفاءة الفنية TE بلغ (0.80)، ومتوسط الكفاءة التخصيصية AE بلغ (0.77) ، فيما بلغ متوسط الكفاءة الاقتصادية EE حوالي (0.61 ) ، كما تبين وجود فجوة واضحة بين الكفاءة الفنية والتخصيصية في بعض البساتين، ما يشير إلى اختلالات في مزيج استخدام عناصر الإنتاج، وأظهرت نتائج مرونة التكاليف أن أغلب البستانيين يعملون في نطاق وفورات الحجم، وقد تبين أن البساتين الكبيرة أكبر من (13) دونم تحقق كفاءة أعلى مقارنة بالبساتين الصغيرة، مما يعزز من أَهمية توجيه البستانيين نحو التخطيط الاقتصادي الأفضل للمساحة والموارد، مما يدل على إمكانية تحسين الكفاءة الاقتصادية من خلال التوسع المدروس للبساتين الصغيرة، أو تقليص المساحات للبساتين الكبيرة التي تجاوزت الحجم الأمثل لتفادي لا وفورات الحجم، وقد أظهرت النتائج أن بعض البساتين الكبيرة تحقق كفاءة أعلى من البساتين الصغيرة، مما يعزز أَهمية إعادة توجيه القرارات الإنتاجية بناءً على تحليلات اقتصادية دقيقة، وخلصت الدِرَاسَة إلى عدد من التوصيات أهمها ضرورة تفعيل دور الإرشاد الزراعي في توعية البستانيين حول الأساليب المثلى لإدارة الموارد، وتبني تقنيات الزراعة الذكية، وتشجيع التعاون بين البستانيين، فضلاً عن تعزيز برامج الدعم الفني والمالي لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتحقيق الكفاءة الاقتصادية المستهدفة.